خطت المملكة العربية السعودية خطوات متسارعة للتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي في السنوات السابقة، حيث تبنت الحكومة السعودية العديد من المبادرات لتكون من ضمن طليعة الدول في هذا المضمار، رامية إلى تنويع اقتصاد بعيد عن النفط. من المتوقع أن تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بمبلغ 135 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بما يزيد على 12%. كما توقع محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرمان أن يضيف الذكاء الاصطناعي ما يقرب 20 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.

سنسلط في هذا المقال الضوء على المبادرات الحكومية السعودية، وكيف تساهم هذه المبادرات في حجز موقع رائد على خارطة التكنولوجيا العالمية، وكيف يمكن لشركة موبيز لتكنولوجيا المعلومات المساهمة في دعم مسيرة الهيئات والوزارات السعودية.

الوضع الحالي

حققت المملكة العربية السعودية المركز الـ14 عالميًا والأولى عربيًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي المعتمد من منظمة الأمم المتحدة عام 2024. وحسب تقرير حالة الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية 2024، تم تصنيف السعودية كثاني أكبر دولة في منطقة الشرق الأوسط من حيث عدد مراكز البيانات المشتركة، وبلغ إجمالي عدد مكاتب إدارات البيانات الحكومية 245. كما تمتلك 10 حاسبات فائقة السرعة 8 منها مصنفة ضمن أفضل 500 حاسب فائق الأداء في العالم، ولديها 14 لائحة متعلقة بالذكاء الاصطناعي.

استثمارات ضخمة

في السنوات الست السابقة، ضخت المملكة مبلغ 24.8 مليار دولار أمريكي في مجال الذكاء الاصطناعي، على أمل أن تحصد ثماره في زيادة القيمة المضافة الإجمالية في المملكة بمقدار 215 مليار دولار أمريكي. ومن ضمن هذه الاستثمارات، قامت السعودية بشراء ما لا يقل عن 3000 من رقائق شركة انفيديا الأمريكية، وهي رقائق عالية الأداء تساهم في تعزيز بناء برامج الذكاء الاصطناعي. كما استثمرت شركة أرامكو السعودية مبلغ 3.4 مليون دولار أمريكي في الشركة المصرية الناشئة للذكاء الاصطناعي "انتلا".

في عام 2023، بلغ مجموع التمويل لشركات الذكاء الاصطناعي في المملكة 1.7 مليار دولار أمريكي. أما بالنسبة للإنفاق الحكومي على التقنيات الناشئة متضمنة الذكاء الاصطناعي، بلغ معدل النمو السنوي المركب 59% بين عامي 2019 و2023 حسب تقرير حالة الذكاء الاصطناعي 2024، ومن المتوقع أن يبلغ هذا المعدل 29% لسوق الذكاء الاصطناعي في المملكة حتى عام 2030.

أما بالنسبة لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، بلغ الإنفاق الحكومي 11.16 مليار دولار أمريكي. وحسب IDC، من المتوقع أن يزيد إنفاق المملكة على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليصل إلى مبلغ 36.6 مليار دولار أمريكي حتى نهاية عام 2024.

وفيما يتعلق بالاستثمارات المستقبلية، تخطط السعودية لإطلاق مشروع جديد للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار، في إطار سعيها لتطوير مركز تكنولوجي يعزز المنافسة مع الدول المجاورة.

أهم المبادرات الحكومية في المملكة

إنشاء "سدايا" في عام 2019، تم إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وهي هيئة حكومية هدفها قيادة خطط البيانات والذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف رؤية 2030 في أن تكون المملكة الدولة الرائدة في هذا المجال.

إطلاق "نُسدي" بعد إنشاء سدايا، تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي "نُسدي" عام 2020، وهي استراتيجية بعيدة المدى ترتكز على ستة مقومات رئيسية. تم إطلاق نُسدي من قبل سدايا للمساهمة في توحيد الجهود وبناء القدرات لجعل المملكة ضمن أفضل الدول في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم بحلول عام 2030.

مبادرة "سماي" تهدف هذه المبادرة الوطنية إلى تمكين مليون مواطن سعودي من اكتساب المعلومات والمعارف في المجال من خلال برامج متخصصة عن بعد بالتعاون مع شركات تكنولوجيا رائدة. وقد تم إطلاقها شهر سبتمبر من عام 2024.

مركز عالمي للذكاء الاصطناعي وقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي وجوجل كلاود، شراكة استراتيجية لإطلاق مركز عالمي للذكاء الاصطناعي ومن المتوقع أن يضيف نحو 71 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في 8 سنوات.

SMB LAB تم إطلاق هذه المبادرة لتمكين أكثر من 100 شركة صغيرة ومتوسطة وتزويدها بالمهارات اللازمة للاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي وحلول التسويق المتقدمة لتعزيز قدرتها التنافسية في السوق الرقمي.

التركيز على التعليم

زاد عدد الخريجين في تخصصات ذات علاقة بالذكاء الاصطناعي في المملكة من 6178 إلى 10007 طالب بين عامي 2019 و2023. وقدمت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) منحًا بحثية بقيمة مئة ألف دولار لباحثي الذكاء الاصطناعي من قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية بهدف تعزيز الأبحاث في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، قامت "سدايا" وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بإطلاق مبادرة لدراسة الماجستير في الذكاء الاصطناعي. وبالنسبة للمدارس، طبقت العديد من المدارس الحكومية في السعودية تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم.

مبادرات أخرى

قامت المملكة بتدشين العديد من المبادرات الأخرى مثل:

  • تأسيس الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) عبر صندوق الاستثمارات العامة.
  • مركز الذكاء الاصطناعي للطاقة بالتعاون بين وزارة الطاقة وسدايا.
  • مبادرة الذكاء الاصطناعي التوليدي لمنظمة التعاون الرقمي بالرياض.
  • المرشدة السياحية الذكية "سارة" من قبل الهيئة السعودية للسياحة.
  • المبادرة السعودية AI.M لتطوير 50 حلاً للذكاء الاصطناعي واستقطاب 50 شركة دولية.
  • استقطاب 40 شركة فرنسية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • 25 مبادرة في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
  • إنشاء حاضنات ومسرعات أعمال لشركات الذكاء الاصطناعي كحاضنة الكراج The Garage، ومسرعة تقدم Taqadam، وباقة رواد Rowad Package، وغاية Gaia التي خصصت 200 مليون دولار أمريكي لتحويل الأفكار المبتكرة في الذكاء الاصطناعي إلى حلول تجارية.

الإنجازات والفرص المستقبلية

قادت هذه المبادرات حتى الآن إلى أن تكون السعودية الأولى عالميًا في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي في عام 2023، والأولى عربيًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي لعام 2024، كما بلغت نسبة الجهات الحكومية التي تستخدم أو تجرب الذكاء الاصطناعي 39%.

جذبت هذه المبادرات العديد من شركات التكنولوجيا الرائدة مثل شركة موبيز لإنشاء مبادرات متطورة ومشاريع رائدة، وأشرفت الشركة بالفعل على مشاريع وقطاعات متنوعة أحدها القطاع الحكومي، مسخرةً خبرتها التي تتجاوز 16 عامًا في المجال، ومستفيدةً من توسيع رقعتها الإقليمية في 16 دولة. يُمكن لشركة موبيز مساعدة الوزارات والحكومات في إنشاء برامج ذكاء اصطناعي حسب احتياجاتها، تطوير روبوتات دردشة تفاعلية، تقديم استشارات، الاستفادة من الأتمتة الذكية، معالجة اللغة الطبيعية، الاستفادة من خدمات الرؤية الحاسوبية والتحليلات التنبؤية، والعرض المرئي للبيانات. يُمكن لهذه الخدمات المساعدة في تسريع تحليل البيانات، تحسين تجربة العملاء، زيادة فاعلية العمليات، دعم عملية صنع القرارات، ابتكار منتجات وخدمات جديدة.

للمزيد من المعلومات حول خدمات شركة موبيز، يُرجى زيارة موقعنا الإلكتروني: موبيز، أو يمكنكم التواصل مع فريق خبرائنا: خبراء موبيز.

المصادر: